قصص وحكايات وكتب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
avatar
Admin
Admin
المساهمات : 5
تاريخ التسجيل : 09/06/2024
https://9isasandstories.ahlamontada.com

قصة قصيرة مشوقة بعنوان كاميرا المراقبة Empty قصة قصيرة مشوقة بعنوان كاميرا المراقبة

الإثنين يونيو 10, 2024 12:46 pm
_في مشية متخبطة يسير رعد في الشارع المؤدي الى بيته المتواضع ذات الثلاث غرف بمساحة المئة متر، ويسكن فيه مع والديه وإخوته الخمس معهم أخت بنت واحدة الأصغر بينهم. يسير وهو يتلفت حوله وكأنه يخشى احداً ويتلعثم بكلمات غير مفهومة ماراً من أمام بيت أحد الجيران وكانت أحدى نساء ذلك البيت، تغسل مساحة أمام منزلها مستغربة لرؤياه في هذا الوضع ولم يرمي التحية ولو باليد كعادته ! _فقالت ومع من يتكلم هذا الولد رعد ولد خلوق إعتاد أن يساعد أهالي المنطقة كلهم ومحب لوالديه وإخوته يعود من عمله الذي يذهب إليه بعد فترة المدرسة ليساعد في مصروفات اهله. وهو بعد اخيه الاكبر هما و والدهم، من يعملون لاجل تسديد مصاريف البيت على قدر المستطاع. بيت تشققت جدرانه وساءت مفروشاته واثاثه لكن على الاقل يوجد سقف يحمي تلك العائلة من برد الشتاء القارص وحرارة ولهيب صيف ملتهب اما الربيع فلا يعرفون لونه وشكله لانه لا يزورهم باي مظهر من مظاهره اما الخريف فهو سنواتهم الراحلة بلا فائدة لايملك رعد غرفة مستقلة بل ينام مع اخوته في الصالة ويدرسون جميعا فيها بعد ان تكون رفعت اواني الطعام بعد الانتهاء من اي وجبة وهي تلك الصالة ذاتها يجلس فيها الضيف لوما اتى لهم زائرا مع ذلك الحال ميسور ومستور والكل راضي بالحال الا ان الاب فاضل من شدة تعاسته من هول ما يعيش فيه من فقر كان يضجر دوما ويفرغ ضجره بضرب او شتم احد الاولاد بتعنيفهم اما باليد او الكلام وكانت زوجته تتحمل ملا يطيقه احد غيرها من النسوة ففي هذه الحياة التي اصبح التأثر والتقليد شيء مخيف لكلا الجنسين ولكل الاعمار فالكل يجري خلف وسائل السوشال ميديا وفلانه عملت كذا وتلك عملت هذا مغريات تحطم نفسية المحتاج حتى وان سكنت قلب فردوس القناعة فمن قال إن اولادها يسقتنعون مثلها رعد وقف امام باب بيتهم دخل وسلم على امه وكان مضطربا _ امي تفضلي هذا اجري لهذا الاسبوع للتو قبضت اجوري خذيه ياغالية وقبلها من جبينها ويديها وقام باحتضانها بقوة انا احبك ياأمي الحنون. _ فردوس الام ذات العفة والقلب الرقيق حبيبي يا رعد تحملت شقاء لاتستحقه بعمرك هذا خذ هذا المبلغ لك اشتِر بيه من الطعام شيء لتأكله ارى وجهك شاحب _ رعد سبحان الله كأنك في عقلي ياامي انا فعلا محتاج هذا المبلغ _ فأخذه وخرج وقبل أن يخرج ألتفت الى وجه أمه وقال أحبكِ يا أمي وكذلك أبي، رغم كل ما يفعله بي! وأغلق الباب خلفه ،وسار في طريقه بذاك الشارع حتى وصل عند بائع الحبال اشرى حبلا جديد. وذهبَ به الى ذاك المحل الذي يعمل به دخل بهدوء غير معتاد وأستغرب صاحب المحل عودته _فقال مابك يا رعد لمْ عُدت - قال ياعمي سلام جئت لانظف المحل فاليوم نهاية الاسبوع وغدا العطلة - يقول هذا الكلام وهو ينظر الى كاميرة المراقبة الموجهة الى داخل المحل،ونظر نظرة اليها ! كأنه يحاكيها، أوأنها تنطق بشيء ما وهو يصغي اليها ! - قال صاحب المحل بعمق جزاك الله كل الخير يا ولدي فعلا انت مثال العامل المحب لعمله -والان سوف اذهب ياولدي وأعود لك بعد صلاة المغرب ودعهُ وخرج لكن ما زال رعد ينظر الى عدسة الكاميرا بعمق كأنه يكلمها بنظراته العميقة وقبل ان يحين موعد صلاة المغرب كان رعد قد أنتهى من التنظيف والترتيب بأدق ما يكون. وهذه كانت اخر مرة يراه فيها الجميع _ اما من يحب رعــد وتعامل معه عن قرب فقد اشتاطوا قهراً وغضباً وذعرا حين ما تجمعوا. على صوت وصدمة وصراخ صاحب المحل لـرؤياه رعد الولد الخلوق جاثما على ركبتيه ،ورقبته احتضنها صدره بعد ان حزها الحبل بقسوة والارض تهتز هلعاً مما حدث وكانت كاميرة المراقبة الداخلية وحدها الشاهد وهي تعي وتعرف ماحدث!
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى